رغم التعب الشديد الذي نال منه جرّاء سفره ووصوله ساعتين فقط قبل حفل الكرة الذهبية، إلا أن جمال بلماضي أبى إلا أن يفتح قلبه لـ “الهداف“
من أجل الحديث عن حفل الكرة الذهبية وعن المنتخب الوطني. حيث اجتمعنا به بعد الحفل في فندق “هيلتون“، وبقينا لساعة متأخرة من الليل نتحدّث مع نجم المنتخب الوطني السابق، الذي أفصح عن أمور مثيرة تخص مشواره كمدرب، وتخصّ “الخضر” تطالعونها في هذا الحوار الشيّق.
أنت حاضر مرّة أخرى بالجزائر لحضور حفل الكرة الذهبية، ما تعليقك؟
الكرة الذهبية عزيزة على قلبي كثيرا، ولدي حكاية خاصة معها، بما أني أول لاعب فاز بها، وأنا متمسّك بحضور حفلاتها لأنها تعني لي الكثير. لا يختلف اثنان أن الكرة الذهبية هي استحقاق كبير يسعى وراءه كلّ اللاعبين الجزائريين، بما أنه الوحيد الذي يكرّم مجهودات اللاعبين طيلة الموسم. أنا سعيد جدا بالتواجد هنا بالجزائر، فرغم أني مرتبط بتحضير المباريات مع فريقي، إلا أني أجد دائما الوقت لحضور هذه الحفلة، خاصة أنها فرصة مواتية للالتقاء بالرفقاء والعودة إلى البلاد، فأنا أسعد دائما بالعودة إلى وطني. لذا أشكر “الهداف“ على هذه الدعوة الجميلة.
نلت أول كرة ذهبية لـ “الهداف“، وها هي تصل للسنة العاشرة، كيف تراها اليوم؟
أتذكر جيدا المرة الأولى التي توّجت فيها، وها هي الكرة الذهبية تصل إلى عامها العاشر ما يؤكد نجاحها، والحقيقة تقال لقد تطوّرت كثيرا، ووصلت إلى العالمية، بدليل الأسماء الكبيرة التي تحضرها. “الهداف“ و“لوبيتور“ تشرفان الكرة الجزائرية فعلا، فبحضور “بوتراغوينيو“ الغني عن كل تعريف نتأكد أن هذين الجريدتين وصلتا إلى احترافية كبيرة، وأنا سعيد لما وصلتا إليه، وأتمنى لهما المزيد من النجاح.
ماذا عن اختيار بوڤرة لنيل الكرة الذهبية؟
بوڤرة يستحق التتويج بلقب أفضل لاعب جزائري، بما أنه الأفضل حاليا، بالنظر لكل ما قدّمه الموسم الماضي، سواء مع فريقه “ڤلاسڤو“ الذي فاز معه بالعديد من الألقاب أو مع المنتخب الوطني، حيث ساهم بشكل مباشر في تأهيل “الخضر” إلى كأس العالم وكأس إفريقيا، إنه لاعب ممتاز، يلعب بطريقة رائعة ويقدّم مستويات كبيرة فوق الميادين، أحبّ طريقة لعبه وأتمنى له كلّ الخير.
البعض قد يعيب منحه الكرة الذهبية للمرّة الثانية، ما تعليقك؟
وحتى لو كان نال الكرة الذهبية مرّتين من قبل كنت سأمنحها له للمرّة الثالثة والرابعة، لأنه يستحقها، لذا نيله لها مرّتين متتاليتين ليس إشكالا. أتمنى له التوفيق من كل قلبي، وأتمنى له أن يواصل التألق لمواسم أخرى، لأنه يسير في الطريق الصحيح، ويمكن القول إنه اللاعب الجزائري الأكثر جاهزية والأفضل في الوقت الحالي خاصة مع “الخضر”.
الأمر الغريب أنه هو المدافع الوحيد الذي يحوز على الكرة الذهبية، ولمرّتين متتاليتين، كيف تفسّر ذلك؟
الأمر مفهوم ومنطقي في ظل عدم نجاعة المهاجمين الجزائريين، بما أننا نرى أن الهجوم الجزائري يعاني عقما كبيرا، والمهاجمون لا يقدّمون مستويات كبيرة سواء مع فرقهم أو مع المنتخب الوطني. الجمهور يريد أن يرى النتائج فوق الميدان، ولا يكفي أن تكون لاعبا جيّدا دون أن تكون تقدّم ما عليك فوق الميدان. مهاجمونا عاطلون حاليا دون أن نتطرّق لأسباب ذلك، والدفاع في أفضل أحواله ومن الطبيعي أن يكون أفضل لاعب مدافعا، هو اختيار صائب جدا. فالكلّ يعرف أن بوڤرة من بين الأفضل في منصبه، ليس فقط على مستوى الجزائر، فزيادة على دوره الدفاعي الكبير، هو يساهم في الهجومات، بل حتى أنه يسجّل أهدافا حاسمة، وقد ساهم بصفة مباشرة في تأهيل الجزائر إلى كأسي إفريقيا والعالم، ولو يواصل بهذه الطريقة قد يفوز بها مرّة أخرى ولن يكون في ذلك حرج، لأنه يستحقها.
بحكم الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها في الميادين بما أنك لعبت في العديد من الأندية سواء الفرنسية أو غيرها، ما هي النصيحة التي يمكن أن تقدّمها لـ بوڤرة، وهل تعتقد أن عليه تغيير الفريق؟
أعتقد أن تغيير الفريق يدخل ضمن اهتمامات بوڤرة، الذي يطمح إلى اللعب في المستوى العالي وأفضل، إنه يقوم بعمل كبير، يجتهد كثيرا طيلة الموسم، وفي كل مرة نرى أنه يستحقّ اللعب في المستوى العالي، إنه لاعب كبير ويستحق المرور بمشوار لاعب كبير. الغريب أنه في كل مرّة يكون قريبا من الانتقال لكن نعود دائما إلى نفس الوضعية، وأعتقد أن الوقت أصبح أكثر من ملائم بالنسبة له لتغيير الأجواء واللعب في ناد أكبر، وفي بطولة أقوى، وأنا مُحتار كيف أنه لم يتنقل لحدّ الآن لأي فريق أوروبي كبير، وكيف أن الأندية الإنجليزية الكبيرة لم تتصل به لخطفه والاستفادة من خدماته، إنه لاعب ممتاز من كلّ النواحي، ويمكن أن يلعب في أحد الفرق الإنجليزية التي تلعب الأدوار الأولى. لذا نصيحتي له هي أن يُحسن الاختيار وفقط.
في أيّ نادٍ تراه مستقبلا؟
لست معتادا على الحديث بهذه الطريقة عن اللاعبين، ولا أحبّ أن أتدخل فيما لا يعنيني، لكن صراحة بوڤرة لاعب كبير وأراه في فريق كبير وعريق، ومثل ما قلته لك، أنا أراه ضمن أندية الدوري الإنجليزي التي تلعب الأدوار الأولى، وأنا أتحدّث هنا بالدرجة الأولى عن مانشستر يونايتد وأرسنال أو تشيلزي وتوتنهام، أو نادٍ آخر ضمن كوكبة المقدمة، فهو يملك المؤهلات اللازمة للوصول إلى ذلك، إنه أمر ضروري له من أجل تطوير إمكاناته أكثر، وبلوغ ذروة مستواه.
هل تعتقد أن بإمكانه فرض نفسه ضمن كوكبة النجوم التي تلعب في هذه الفرق؟
بطبيعة الحال، لا أعتقد أنه أضعف من “ڤالاس“ الذي يلعب توتنهام، أو “فرديناند“ و“فيديتش“ اللذان كبُرا في السنّ ولا زالا مع مانشستر، وصراحة أعتقد أن وجهته القادمة ستكون إحدى هذه الأندية. فأنا لا أتحدّث حتى على فرق صغيرة في الدوري الإنجليزي لأنه سيكون أفضل في رينجرز على أن يلعب في نادٍ عاد في انجلترا، أنا قلق على وضعيته لأنه لاعب كبير ويجب أن يلعب في فريق كبير.
لنتحدّث الآن على جمال بلماضي، ما هي أهدافك الجديدة بعد دخولك عالم التدريب، لا نعتقد أنك تهدف للبقاء في فريق لخويا؟
لازلت مُبتدئا في الفترة الحالية، فأنا لم أكن أفكّر بتاتا في بدء مسيرتي مع عالم التدريب، إذ كنت أفكر في مواصلة مشواري كلاعب، لكني وجدت عرضا من نادي لخويا، وهو ما ناسبني، فهو فريق جديد وطموح، وأنا جديد وأسعى لكسب الخبرة، ويمكن القول إن هذا الفريق يدخل ضمن دائرة اهتماماتي وإمكاناتي، لذا لا يمكن القول إني أملك فعلا طموحات كبيرة أسعى إلى تحقيقها.
لا أعتقد أن بلماضي المعروف عليه حبّه التحدّي عندما كان لاعبا، أنه ليست لديه طموحات كبيرة في مجال التدريب، فكيف ترى مستقبلك في عالم التدريب، خاصة بعد بداية قوية مع فريقك؟
سأكون صريحا معك، في الوقت الحالي لديّ أهداف على المدى القصير، ولا أريد الحديث عن أمور مستقبلية بعيدة، ففي الوقت الراهن أريد أن أردّ الدّين لكل الذين وضعوا ثقتهم في، وخاصة مسؤولي فريق لخويا، فليس سهلا أن تعطي فريقا لشاب لا يتجاوز 34 سنة، مع كلّ الإمكانات التي وفرّوها لنا، حيث استقدموا “هرونا ديندان“، “باكي كوني“ و“عبد السلام وادو“، وبالتالي يجب عليّ أن أؤكد أني أستحق الثقة التي وضعت فيّ، ولا أخيّبهم.. بعدها سأفكر في أمور أخرى، لأن طبعي يدفعني دائما للتفكير في الأفضل والوصول إلى مستويات أعلى، وسأسعى لأن أكون الأفضل فيما أقوم به لأن هذا الأمر من طبيعتي، لكن كلّ شيء في وقته.
تحتلون المرتبة الأولى في الدوري القطري، هل تهدف إلى الفوز بالدوري القطري؟
نحن في المرتبة الأولى، وهدفي سيكون البقاء قدر الإمكان في المرتبة الأولى، فنحن فريق صغير ولا يجب أن نكثر الحديث ولم لا الفوز بالبطولة.
رابح ماجر كان صرّح لنا في وقت سابق أنك تقوم بنفس ما قام به مع الوكرة وتمرّ بنفس المشوار، حين تمكن من الفوز بالبطولة القطرية مع الوكرة، هل تعتقد أنك قادر على فعل ذلك؟
لا يمكن أن أقول لك إني لا أسعى لتحقيق ذلك، طبيعتي تدفعني دائما للبحث عن الفوز، وتحقيق أفضل النتائج، وهو ما سأحاول فعله مع نادي لخويا، ولم لا أحقق ما فعله ماجر مع الوكرة.
اخترت أن تكون بدايتك مع نادي لخويا في قطر، هل لأنك تعتقد أنك لا يمكن أن تحصل على فرصتك في أوروبا، وفي فرنسا بالتحديد؟
لم يسبق لي أن فكّرت في هذا الأمر، فمثلما قلت لك كنت أفكر في مواصلة مشواري الكروي كلاعب، قبل أن يأتيني هذا العرض من لخويا، لكن لا يجب أن ننسى أن الأمر ليس سهلا في أوروبا ولا يمكن لأندية من الدرجة الأولى أن تعطي الفريق لشاب لا يتجاوز 34 سنة، دون خبرة في مجال التدريب، ولا يملك حتى الشهادات، ليس بالأمر السّهل. أعرف أني أخذت طريقا آخر غير المنتظر والمتوقع، لكني سعيد بوضعيتي وأنا أسير في الدّرب بكل حذر.
لكن هل يمكن أن نراك يوما ما تدرّب إحدى الفرق الفرنسية؟
لم لا، كل شيء ممكن.
وهل يمكن أن نراك تدرّب مرسيليا التي تملك معها حكاية خاصة؟
(يبتسم)... الله أعلم (قالها هكذا)، من يدري ما الذي تخبّئه لنا الأيام، أنا أعرف شيئا وحيدا وهو أني أسعى للقيام بعملي بطريقة جيدة، والوصول إلى أبعد الحدود.
ماذا عن المنتخب الوطني، هل يدخل ضمن أهدافك؟
أنا أحترم المنتخب الوطني كثيرا، ولا يمكن أن أقول إني أهدف إلى الوصول للمنتخب الوطني في وقت قصير، أنا حاليا أهدف إلى تطوير إمكاناتي في عالم التدريب الذي هو جديد عليّ... “الخضر” لديهم مدرب جيّد هو عبد الحق بن شيخة يجب أن نسانده الآن، وأن نقف وراءه حتى ندعّم المنتخب ككل، ولا يحق لي الحديث عن هذه الأمور.
لكن هل يهمّك تدريب المنتخب الجزائري؟
بطبيعة الحال، مثلما تشرّفت بحمل ألوان بلدي وأنا لاعب سأتشرّف بتمثيلها وأنا مدرب، الكلّ يعرف أني كنت دائما في خدمة بلدي وسأبقى كذلك، لو تحتاجني الجزائر أنا دائما تحت تصرّف المنتخب الجزائري، بأي طريقة ممكنة. لكن أعيد وأكرر لازلت شابا وليس الوقت مناسبا للإشراف على “الخضر” في الوقت الحالي، فلا تنس أننا نتحدّث عن بلد بأكمله وليس عن فريق، وعندما أذهب للمنتخب الوطني سيكون من أجل مشروع واضح ومن أجل تقديم الدّعم اللازم.
هل تعتقد أنك لا تملك الإمكانات لذلك؟
القضية ليست قضية إمكانات، أعرف أني يمكنني الذهاب بعيدا في مسيرتي، لكن الغيبيات يبقى علمها عند الله، كل ما عليّ فعله هو التأكيد على إمكاناتي والوقت وحده كفيل بتأكيد ذلك.
هل تعتقد أنك قد تكون مدرّبا للجزائر في “مونديال“ 2022 بقطر، خاصة أنه لديك حكاية خاصة مع قطر؟
(يضحك)... إن شاء الله، لم لا. لا أعرف إن كنت سأشرف على المنتخب الوطني، ومتى سيكون ذلك، لكن المهمّ بالنسبة لي الآن هو أن ندعّم المدرب الحالي عبد الحق بن شيخة، حيث يجب أن نقف جميعا إلى جانبه حتى نقدّم الدعم للمنتخب الوطني ككل، يجب أن تكون الاتحادية إلى جانبه وتقف معه، ويجب أن نوفر له الإمكانات اللازمة، ونتركه يعمل في هدوء.
رأيناك منذ قليل تجتمع بعديد من لاعبي المنتخب الوطني (الحوار أجري ليلة الكرة الذهبية)، هل لنا أن نعرف ما الذي دار بينكم؟
لم نلتق منذ مدة، ومن الضروري أن نجتمع فيما بيننا للحديث معا. من جهتي أحاول قدر المستطاع أن أقدّم الدعم لهؤلاء الشباب، على غرار مغني الذي يمكنه أن يصبح قائدا لـ “الخضر” مستقبلا، وبالتالي يجب عليّ أن أحاول مساعدته وتدعيمه، والشيء نفسه للآخرين.. حتى منصوري من الضروري أن نشكره على كلّ ما قدمه للمنتخب الجزائري.. بصفة عامة هذا كان محور حديثي مع اللاعبين.
هذا يؤكد أن علاقتك مع المنتخب الوطني لم تنته ولازلت دائما في خدمة “الخضر”، أليس كذلك؟
المنتخب الوطني هو قطعة لا تتجزّء من حياتي، علاقتي به لم ولن تنقطع، أنا أعتبر نفسي ملزما بالمنتخب دائما، ويجب عليّ تقديم المساعدة التي أقدر عليها في أي وقت وفي أيّ ظرف. أنا دائما كنت أضع مصلحة المنتخب الوطني فوق كلّ اعتبار، حتى عندما كنت لاعبا في المستوى العالي كنت أترك فريقي للقدوم إلى “الخضر” رغم أنه لم تكن هناك تواريخ لـ “الفيفا” تحمي اللاعب، وبالتالي سأبقى دائما مُرتبطا بالمنتخب الوطني.
هذا الحديث يقدونا للحديث عن قضية حسّاسة عن اللاعبين الشبان المغتربين الذين يتردّدون في اختيارهم اللعب للجزائر، ماذا يمكنك القول بهذا الشأن؟
لو كان الأمر يتعلق بي لكان الأمر سهلا، لأني اخترت الجزائر من الأول دون أي تفكير، لأن الأمر يتعلق ببلدي وبلد آبائي ولا يجب التفكير في هذا الأمر، لكن بخصوص اللاعبين الحاليين أقول إنه يجب أن تكون اتحاديتنا محترمة، ومنتخبنا محترما، وهذا أولا من أجل الشعب الجزائري، وبعدها لن يكون هناك أيّ مشكل من هذه الناحية. يجب أن نستثمر في تأهلنا إلى كأس العالم ووصولنا إلى نصف نهائي كأس إفريقيا، الآن لدينا اتحادية مُحترمة ومنتخب محترم، ولن يكون هناك إشكال كبير بهذا الشأن.
سؤال أخير، ألا تهتم بضمّ لاعبين جزائريين لفريقك لخويا؟
في الموسم الحالي لا، الموسم القادم نعم. هناك لاعبين في مفكرتي أريد الاستفادة من خدماتهم، وسأعمل على ضمّهم لفريقي الموسم القادم.
هل لنا أن نعرف من هم هؤلاء اللاعبين؟ وهل هم محليون أو محترفون؟
ليس لديّ فرق بين لاعب محلي أو محترف، ولا يمكن أن اكشف أسماءهم من الآن، لكن ما يمكن أن أؤكده هو أن أحدهم دولي سابق ينشط في أوروبا.