صباح جديد ، ولا شئ جديد سوى أنها قررت الاستراحة من عناء قيادة سيارتها فى رحلتها اليومية للعمل
قد تكون محاولة يائسة لكسر الروتين ، وقد تكون رغبة فى عدم التركيز .
وصلت سيارة الاجرة قبل الميعاد المحدد بدقائق معدودة
هَمت بفتح باب السيارة ، وهى تلقى السلام بغير إكتراث على السائق
و فجأة تسمرت فى مكانها ..
ما الذى أتى به هنا فى هذه الساعة ؟
وكيف عرف أنها ستستقل سيارة اجرة ؟
و كيف إستطاع أنه يتخذ مكان السائق ؟
أسئلة متلاحقة لم تجد لها إجابة منطقية
ولكنها شعرت بسعادة
عندما أجابها القلب
ربما أتى ليقدم لكِ باقة من السعادة ويمنحكِ قسطاً من الهناء
ما أحوجكِ إليه ..
إبتسمت له فى إنتظار أن يلتفت لها ويرى وقع المفاجأة على وجهها
ولكنه لم يفعل !!
نظرت له بإستغراب ،، كيف تناثرت هذه الشعيرات البيضاء برأسه ، ومتى ؟!
لم تصدقه عندما قال لها ذات يوم أن الشيب بدأ فى محاصرته ..
لحظات الصمت طالت ..
لم يلتفت ، ولم يتحدث معها !
ربما ينتظر مبادرتها ؟
ألا يكفيها .. فقد جاء ..
مر الوقت كالبرق
وفؤجئت به يتوقف أمام مقر عملها
منتظراً مغادرتها السيارة
دون أن يتحدثا !
نزلت والدهشة تغمرها
وهى تراه ينطلق بسرعة
دون ان ينظر إليها !
إتجهت للمصعد وهى غارقة فى أفكارها
لماذا جاء إذن ؟
لما تكبد عناء المغامرة ؟
وصلت مكتبها ونظرات الذهول تكسو وجهها
لتنتبه على صوت الهاتف
تجيب ، فتخبرها السكرتيرة أن المدير ينتظرها
جمعت أوراق وهى لا تدرى أهى المطلوبة أم لا ، وذهبت مسرعة فى إتجاه مكتبه
وهى ما زالت فى حالة من الذهول
فتحت باب المكتب ودخلت للمدير
تجمدت فى مكانها
وشعرت بنبضة قوية دوت بقلبها
ثم إستجمعت قوتها و سألته : كيف أخذت مكان المدير ؟ !!!!
بقلمى